ألم ضيق الصدر ليس عُـضْويا بالضرورة (النسخة
PDF)
ذكر
الدكتور المهدي بن عبود
ـ رحمه الله ـ أن الطب النفساني الجسماني يمثل حوالي 60% من مجموع الأمراض
(*)
. و سيكون من المفيد جدا فيما يلي، عرض مقتطفات من بعض شهادات المرضى
(*)
التي تلفت الانتباه إلى ضرورة التمييز من حيث المبدأ بين الألم العضوي و الألم النفسي فيما يخص ضيق الصدور، و ذلك حتى لا يَحْجُب عنا الألم العضوي الأسباب الحقيقية أو الخفية التي تُهيِّجُه:
-
الشهادة رقم 1:
إني أتألم كثيرا، و أحس بألم كبير بذراعي الأيسر و في القلب و أعاني من ضيق شديد في الصدر. إنه رُعب، سأموت. لقد استشرت اختصاصيا في القلب الذي قال لي بأن قلبي سليم، و أن ما أعاني منه يرجع إلى الضيق النفسي.
-
الشهادة رقم 2:
يحدث لي أن أعاني من نفس الآلام. إن الأمر عصبي فقط. إني أعلم درجة الشدة و المعاناة. ينبغي العثور على السكينة.
-
الشهادة رقم 3:
لقد عانيت من أزمة ضيق نفسي مع خفقان و إحساس بأن قلبي سيخرج من مكانه. إن قلبي ينبض بقوة و بسرعة مع آلام في البطن و إحساس بالاختناق و ألم في الظهر و ضغط في العنق. إني أتناول منذ سنوات عقاقير مضادة للاكتئاب و القلق. لقد استشرت طبيبا نفسيا، فتبين له أني أعاني من العُصاب النفسي. أما طبيب القلب فقد قال لي بأن عثراتي القلبية ترجع إلى الضغط النفسي. عندما أشرب قليلا من الكحول و أدخن، يزداد الخفقان بالرغم من تناول الأدوية. لذا، سأبدأ بالتوقف عن التدخين و شرب الخمر.
-
الشهادة رقم 4:
إن القلق[اضطراب فكري] يصنع الضغط النفسي الذي يتراكم على مر السنين. و في يوم من الأيام، تأتي الأعراض تدريجيا، علما أن جسمك يُعيد إرسال ما سبق لقلبك أن طرده. إن الماضي يخرج مرة ثانية في شكل جسدي.
-
الشهادة رقم 5:
أنا أعاني من جميع الأعراض: ألم في الذراع الأيسر و الذعر و انقباض الصدر. في المرة الأخيرة، أصِبت بالرعب لدرجة أنني وجدت نفسي بالمستشفى. و قد وصف لي الطبيب مضادات للانهيار العصبي. و أظن أنني لن أتناولها لأنني أفضل العلاج الطبيعي.
و رغم أن هذه الحالات (غير العضوية) تُحدث أعراضا شبيهة بأعراض الرَّبْو (الضيقة)، فإن الأدوية المخصصة لهذا الداء غير صالحة لمعالجتها. لذلك ترى الطب يستعين في هذه الظروف بمجموعة من "المهدئات و المنشطات الاصطناعية" المخصصة للطب النفسي أو العقلي. كما ترى كثيرا من المرضى يلجأون إلى المخدرات بعيدا عن أية مراقبة طبية.